المشكلة أن السُنة، والشيعة يعتقدون بأولية آدم ومُصرون عليها رغم الاكتشافات الحديثة التي تصطدم، وتتعارض مع هذه الاعتقادات كما يجب علينا ألا ننسى دور الإسرائيليات التي غرق بها تراثنا الإسلامي والتي تظهر واضحةً جليةً في قصص الأنبياء بالذات لسد الفراغ وقد ادت إلى هذا التناقض الواضح بينها وبين الاكتشافات العلمية الجديدة، والمذهلة ماذا أيضاً عن ابليس الذي استطاع ان يوسوس لآدم ويغويه ويخرجه، وزوجه من الجنة مع أن الله سبحانه قد طرده منها بسبب عدم سجوده لآدم وحتى مسألة السجود لا يقصد منها تعفير الجبهة بالأرض بل يمكن اعتبار السجود لغةً هو الطاعة أيضاً، وأيضاً قد اختلف العلماء السنة في مسألة تحديد الجنة إلى أربعة أقسام فذهب فريق إلى جنة المأوى، والفريق الثاني قال هي جنةٌ خلقها الله لآدم وحواء لأن جنة المأوى لا يمكن ان يقع فيها عصيان، وفريقٌ قال في مكان مرتفع من الأرض، والفريق الرابع فضّل السكوت عن الجنة، ومكانها !! فإذا كان العلماء مضطربون في قسم من هذه القصة وهو مكان الجنة ألا يحق لنا أن نتساءل على الأقل، ونبحث وننفض الغبار المتراكم على تراثنا لكي نخلصه من الشوائب، والتناقضات، والكثير من الإسرائيليات. كلنا نعلم عن قصص اليهود الكفرية مثل ان عزير ابن الله وان سيدنا يعقوب عليه السلام صارع الله كيف نثق في هؤلاء ونسلمهم عقولنا على طبقٍ من خزفٍ قابلٍ للانكسار؟
علم الأحافير أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان موجودٌ من ملايين السنين فلماذا لا نبحث ونحرر عقولنا من نير عبودية السائد والنمطي خاصةً الإسرائيليات المليئة بالخرافات ماذا عن قوله تعالى: "ان الله اصطفى آدم ونوحاً..... الى آخر الآية نحن نعلم بأن (الاصطفاء) لا يكون إلا من ضمن مجموعة فمن هي هذه المجموعة التي اصطفى اللهُ آدمَ من بينها بل حتى سيدتنا حواء قد اختلف العلماء في كيفية خلقها وهل خلقها في نفس وقت خلق سيدنا آدم أم بعده وبما ان سيدنا آدم وزوجه عليهما السلام هما الوحيدان الموجودان على ظهر الأرض فتشكلت اشكالية، وهي كيف نشأت البشرية، وانتشر النسل فقالوا ان حواء حملت بطوناً مختلفة ثم زوجوا الإخوان من الأخوات، ولا أخفيكم سراً أنني كنت أشمئز من هذه القصة منذ صغري لأن الله سبحانه لن يجعل أول نبي في الأرض يضطر لهذا الحل المناقض للفطرة البشرية وقد حاول الشيعة ترقيع هذه المسألة فقالوا إن الله أنزل من السماء حوريتان وهما نزلة، ومنزلة وزوجهما لأولاد آدم وهنا تقع إشكاليةٌ أخرى لأن معنى ذلك أن هناك خلقٌ غير الجن، والملائكة خُلقوا قبل آدم اذاً ما هو الحل؟ الحل هو أن نبحث، ونناقش وأن نصهر هذا الجمود الذي قيد الحركة الفكرية، واوقف عجلة الفكر عن الدوران في شتى مجالات، وميادين الحياة، ولنبدأ من الآية التي تقول: "إن الله اصطفى آدم.... وخاصة انه ذكر اصطفاء سيدنا نوح وآل ابراهيم وآل عمران، وهذا دليل اصطفائهم من بين أقرانهم من البشر وأنا أستغرب من البعض الذي يكفر الناس، وهو يفتقر إلى أبسط قواعد المعرفة ويتوهم بأن بيده إدخال الناس في دائرة الإيمان، وإخراجهم منها حسب مفهومه المحدود، وضيق أفقه!! بالبحث، والتساؤل، وسبر أغوار المعرفة، وقبل هذا، وذاك زرع قيم النقد المعرفي في مجتمعنا هي المفتاح الذهبي لتطورنا، وتقدمنا، والابتعاد عن الدوغمائية، والعنجهية، وحقنها بجرعات الأبستمولوجيا، وليس الإصرار على ما هو موجودٌ، وسائد، وتقديسه، وسربلته بسربال العصمة ، هل هناك تفسير آخرأو حل يضمن تنزيه الأنبياء عن هذه الترهات؟ التي تلقفها المسلمون من التراث التلمودي والإسرائيليات التي أضرت بالتراث الإسلامي أيما ضرر وأوقعت المسلمين في تناقضات وإشكاليات من ضمنها زواج المحارم والأخوان والأخوات من أبناء آدم عليه السلام والعياذ بالله هناك بالتأكيد حلول أخرى وقصة حقيقية تنزه الأنبياء وسيدنا آدم أولا عن أن يكون نسله سفاحا.ً
ولولا أن أطيل عليكم في هذا الموضوع الشائك لقمت بسرد الأدلة والمعنى الحقيقي للقصة، ولكن مقتضيات الموضوع تحتم الإختصار وخاصة وأن البحث طويل وآثرت أن تكون هذه المقالة تلخيصاً للنقاط الواردة في البحث، ومازال في جعبتي الكثير، ولكني أؤثر التوقف هنا وأتمنى من الجميع التروي، وعدم الاندفاع، والنظر بعين الباحث الجاد، والرصين المتفحص المدقق لا بعين التصنيفات المسبقة، والاستعجال في الحكم على الأمور خاصةً وأن ديننا الإسلامي العظيم يحتم علينا البحث عن العلم في شتى الميادين ويحثنا على ذلك وينهانا عن كل ما يفت في عضد التحصيل العلمي مثل الجمود واتخاذ الناس ارباباً.
حمدان هادي
تعليقات
إرسال تعليق