مؤمن في مِنى وعظمة الصلاة

  

مؤمن في مِنى وعظمة الصلاة


                                 

        يكثر في هذه الايام الحديث عن مصطلحات كالتطور والمدنية والإنسانية ويتم ترديد هذه المصطلحات بين النخب الفكرية وحتى بين أواسط الناس والعامة بشكل يكاد يكون يومي إن لم يكن لحظي في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، وخاصة مع الثورة الرقمية وانتشار وسائل الإعلام المختلفة من قنوات فضائية كثيرة وقنوات إذاعية وتعدد وسائل التواصل الإجتماعي واختلاط حابل الإعلام الجيد بنابل الرديء، وأخذت تروج بعض الأفكار الهدامة في هذه المجتمعات تحت مسميات ومصطلحات ظاهرها الصلاح وباطنها الخراب والدمار والحرب على كل مايمت للإسلام والشريعة بصلة.

       فمصطلحات كالتمدن والتطور والحريات والتحرر والإنسانية يرددها الجميع وهم متفقون على نطقها بحروفها الصحيحة ظاهراً ولكنهم قطعا يختلفون من ناحية المقاصد والفهم والأهداف التي يهدفون للوصول إليها والرغبات التي يسعون لتحقيقها، وذلك بسبب الاختلاف الجذري في المنطلقات الثقافية التي تنطلق منها تلك الجماعات والتفاوت فيما بينهم في المفاهيم والرؤى وليس الخلل في الاختلاف في حد ذاته، وإنما الخطر والخلل هو في تداخل المفاهيم وتشابكها في ظل هذا الضياع والتشتت الذي تعيشه الأمة بالتوازي مع انعدام الهوية والحروب والتشظي والتشرذم الحاصل في الأقطار العربية والإسلامية، فأصبح الجميع يردد هذه المصطلحات وعيونهم شاخصة للغرب وتطبيقاته الاجتماعية والثقافية ونسوا أنهم مسلمون وعرب في المقام الأول وأن كتاب الله وشرعه وما أتى به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو قدوتنا ومصدر تشريعنا وتفكيرنا الأول والوحيد ولاشيء يضاهيه.

ولكن مهلا؛؛

      فأنت إذا رددت كلام الله ورسوله وعترته فأنت ستكون في نظر هؤلاء الرعاع السطحيين متخلفا رجعيا وربما معقدا لاتريد التطور ولا التقدم ولا الإنسانية.

      وأصبح من يردد كلمة الإنسانية والحريات وتحرير المرأة دونما وعي ولافهم هو المثقف المفكر الرائع الفذ عند الدهماء حتى وإن كان يعاني من الخواء الفكري وانعدام أدنى متطلبات وأدوات الثقافة التي يمتلكها المثقف الحقيقي والمفكر الرصين المحترم المتمسك بهويته الإسلامية المحمدية.

      ومما يلفت النظر ويبعث على الأسى على حال الشباب هذه الأيام هو انتشار مايسمى بدين الإنسانية فيما بينهم، والإشكالية الكبرى في هكذا أفكار ومصطلحات أنها مصطلحات مطاطية تستوعب خليطاً خطيراً وغريبا من الأفكار والمعتقدات دون وجود ضابط فكري يضبط هذه المسائل ويحرر معانيها ويحدد معالمها وهوية معتنقيها.

      دين الإنسانية هو مجموعة أو بالأحرى خليط من الأفكار والأهواء والرغبات الإنسانية لكل فرد يعبر عنها بهذا المصطلح الهجين الغريب ودعوة صريحة للإنسلاخ من الهوية والتحرر من قيود الشريعة التي يعتبرها أصحاب هذا الدين الغربي الجديد أغلالا تقيد إنسانيتهم العرجاء.

عافانا الله مما ابتلاهم به؛؛

فقد ظهر علينا في الآونة الأخيرة بعض ضعاف العقول ممن يتبع كل ناعق ببعض الأفكار الغريبة والمخالفات الشرعية الشنيعة التي تخالف كتاب الله وسنة رسوله مخالفة صريحة دون اكتراث ولاتفكير ولاتدبر، فكل مايجب عليك في عرفهم هو أن تكون إنسانياً ورومانسياً وتستمع للأغاني والموسيقى وترفع شعارات معينة وستدخل الجنة هكذا ببساطة.

      ورغم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حث على الصلاة والصيام والحج والجهاد وأعمال الخير، إلا أن أشباه البشر من هؤلاء يرون أنه لابأس من أن تكون قاطعاً للصلاة متهاوناً في أداء العبادات والتكاليف الشرعية عاصياً أو ربما يهودياً أو نصرانياً أو حتى ملحداً، الأهم أن تكون إنسانيا على دينهم المسخ، فإلحادك وكفرك لايضر وماتقوم به من موبقات ومعاصي إذا كنت مسلماً هو شأن شخصي وإن كان يخدش الحياء العام ولن يحول دون دخولك الجنة، وقطعك للصلاة لايضر في دينهم ولن يحرمك من الجنة، لأن الصلاة ليست مهمة في نظرهم حتى وإن جعلها الشرع عمود الدين، كل ماعليك فعله هو أن تبحث عن أقرب قطة ( هرة ) في الشارع وتشرع في مطاردتها والقبض عليها ومن ثم قم بإسقائها قدحاً من الحليب والماء ومن الأفضل أن تغني لها وسوف يضمن لك دين الماسون الجنة حتى وإن كنت ملحداً، والدعوة كذلك للإنحلال والعلاقات المشبوهة والتفسخ تحت مسميات الحب والعشق والغراميات السخيفة بالتواكب مع هجمة إعلامية شرسة وتدمير ممنهج لعقول الشباب والنشء وإلهاء الشعوب العربية بالشهوات والبرامج المنحطة الرديئة لتسطيح الفكر وإلهاء المسلمين وتشتيتهم والقضاء على أي فرصة لنهضتهم في بالتوازي مع خلق الحروب الأهلية في كل أصقاع العالم العربي.

وقد أخبرنا الله في كتابه الكريم بما يضمرونه لنا، قال جل في علاه: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

      ناهيك عن الترويج لكتابات الكتاب المستلبين ثقافيا وفكريا للغرب ورواياتهم وأفكارهم الممسوخة السخيفة التي تدعو للإستهانة بواجبات الشرع بحجة مواكبة العالم والشعوب الأوربية والأمريكية وضرورة التخلي عن كثير من مما أقره الإسلام وأوجبه كتاب الله وسنة رسوله على المسلمين لخلق إسلام حديث يرضي متطلبات الأمريكان والعالم الغربي الذين يسعون حديثا لمسخ هذا الدين العظيم حتى تخرج أجيالا مستلبة الهوية مرهونة الفكر منفصلة عن واقع وهموم الأمة وقضاياها منسلخة عن دينها حتى يسهل استعبادهم ونهب ثرواتهم وهو الاستعمار الثقافي الحديث الذي استبدلوه بالإستعمار العسكري، وغيرها من الأفكار المنحطة الهجينة السخيفة التي شوهت عقائد البسطاء والدهماء ممن سلك مسلك الشيطان والهوى.

ولعمري قد صدق الشاعر في أمثال هؤلاء المستثقفين حين قال:

أيا كاتبآ طاب فيك الرجاء :: وطابت مساعيك والطاء خاء

كتبت الرواية والراء غين :: وكان الثنا منك والثاء خاء

بليغ كما قيل والغين دال :: خبير نعم أنت والراء ثاء

جميل بلا شك والجيم عين :: كريم بفعلك والميم هاء

كتبت سطورك واللام قاف :: بفهم سليم بغير انتهاء

عظيم المبادئ والظاء قاف :: سليم العبارة والميم طاء

أمير الصحافة والحاء لام :: سفير الثقافة والراء هاء

يحل بمثلك عصر السلام :: فيحيا به الجيل والسين ظاء

وتسعى دؤوبآ لنشر السطور :: بأرض الفضيلة والطاء فاء

تذاع الكرامة في محفل :: حواك وصحبك والذال باء

وكم ترفع الرأس والراء كاف :: وتمسي على الجمر والجيم خاء


قال الله في محكم كتابه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه).
وقال أيضا: ( إن الدين عند الله الإسلام).

     أما الصلاة فهي التي لايصح عمل ابن آدم ولاينظر فيه إلا بصلاحها وأداء فروضها
وهي عمود الدين ورأس العمل الصالح، فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت والعياذ بالله لم ينظر في باقي العمل، أين أنتم من قوله عز وجل:( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، فكيف تفرطون في كتاب الله وفي هذه الصلة العظيمة بينكم وبين ربكم التي تقوم عليها سائر أعمالكم.

فالله الله في الصلاة؛؛

      فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي ويقوم الليل حتى تتورم قدماه الشريفتان بأبي هو وأمي وهو الشفيع المُشفع وصاحب المقام المحمود والحوض المورود وعندما سألوه لماذا يجهد نفسه في العبادة والصلاة وهو من قد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر، قال: (أفلا أكون عبدا شكوراً)، وكان يقول أرحنا بها يابلال فقد كانت جنته التي يأوي إليها من عناء الدنيا وكدرها وماكان يلقاه من مشركي قريش والعرب واليهود.

      وقد أورد القاضي النعمان في الدعائم في كتاب الصلاة حديثا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسندا عن سيدنا جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (نجوا أنفسكم ، اعملوا وخير أعمالكم الصلاة) ، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الصلاة قربان كل تقي) ، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لكل شيءٍ وجه ووجه دينكم الصلاة) ، وأورد حديثاً للإمام علي عليه السلام أنه قال: (أوصيكم بالصلاة التي هي عمود الدين وقوام الإسلام فلا تغفلوا عنها)، وقد كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة ويبكي ويناجي ربه وهو الذي قال له وعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لانبي بعدي)، وهو الذي أخبرنا رسول الله: (بأنه رجل يحبهُ الله ورسولهُ ويحب الله ورسوله) ، وكذلك زين العابدين السجاد عليه السلام الذي كان يتم ألف ركعة كل يوم وليلة وكان إذا دخل وقت الصلاة وأراد أن يصلي ارتعد واصفر بأبي هم وأمي.

ماأجملهم وماأعظمهم وماأعبدهم وما أتقاهم؛؛

يقول الإمام علي عليه السلام:(الصلاة عمود الدين وهي أول ماينظر الله فيه من عمل ابن آدم فإن صحت نظر في باقي عمله وإن لم تصح لم ينظر له في عمل ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).

وياله من كلام عظيم وحديث جليل؛؛
   لو اتعظ الناس وعرفوا قدر الصلاة مع وجود هذه الأدلة والآيات والبينات والأحاديث العظيمة لما رأينا كل هذا التخبط والزيغ والضياع ، وهنا سأذكر حادثة لن أنساها ماحييت حدثت أمامي في موسم الحج عام ١٤٣٥هجرية أثناء مبيتنا في منى، فبعد أن عدت أنا ورفاقي منهكين إلى الخيام للمبيت والراحة ، كنت قد حاولت أن أخلد للنوم بعد سهر متواصل لعلي أظفر بساعة أو ساعتين من الراحة ، ورغم أن رفاقي قد استسلموا لسلطان النوم والتعب إلا أنني بقيت في مفاوضات صعبة مع السهر لعلنا نتوصل لهدنة أنام فيها ولو لنصف ساعة ولكن دون جدوى.

     فقد كانت مفاوضات أصعب من الإتفاق النووي بين إيران والغرب، وبقي أحد الرفاق يتقلب يمنة ويسرة فدعوته أن يسامرني ويستسلم للواقع ، فاستجاب لي وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث والجميع نائمون ، وقد لفت نظري شيخ كبير طاعن في السن كان نائما في أحد الزوايا ولم يكن يصدر أي صوت أو ضجيج وكان ابنه ينام بجانبه ولست، أعرف لماذا كنت أحدق في هذا المؤمن ، حتى تحرك واستيقظ بكل هدوء ولطف لدرجة أن ابنه الذي أراد أن يخدمه لم يشعر بحركته وخفته ، فتعجبت منه كيف انسل بهدوء دون أن يزعج أحداً ، وعندما اقترب منا كان وجهه يشع إيماناً ونوراً ، وكان يبحث عن حذائه كي لايأخذ شيئا ليس له، فقلت له (بالعامية): تبغى شيء ياوالدي ولا أساعدك في شيء؟ فشكرني بصوت خافت ثم خرج لكي يتوضأ للصلاة. 

وسبحان الله؛؛

      كنت أخاله سيحلق من شدة حرصه على عدم إيذاء أو ازعاج الموجودين ، في المكان وعندما عاد أخذ يبحث عن السجادة حتى يصلي ، وسألني بحرص: قد أذن الفجر؟ قلت: لا نفداك باقي وقت ، فأخذت عمامتي ( غترتي بالعامية) ، وقد كان أخمص البطن ذابل الشفاه يشع الإيمان من وجهه وقد شارف على الثمانين ، وكانت الساعة تشير إلى الثالثة إلا ربع تقريباً وكنا نعتقد أنه يريد أن يصلي الشفع والوتر، وقلت له بالعامّية ( صل عليها ياوالدي نفداك) ، قال لا لا ياولدي ماودي أخرب دسمالك). 

يالله ماأجمل هذا الشيخ الجليل وما ألطفه؛؛

      فأصررت أن يصلي عليها ووضعتها أمامه ثم شرع في الصلاة ، فأخذت أراقبه وقد امتلأت جوانحي إعجاباً وتقديراً ودهشة من هذا المؤمن الذي بلغ من العمر عتياً ، كيف كان يصلي بيسر وراحة وطمأنينة وقد منحه الله قوة الشباب وقلباً عامراً بالإيمان وحب الطاعات والعبادات ، وعندما أطال في الركوع والسجود وطالت صلاته ، قلت لرفيقي
أنت تشوف ذا الشيبة المؤمن، فقال ياسبحان الله قلبي أرتاح له ، وقد زادت دهشتي وحبي لهذا المؤمن عندما علمت أنه يتعبد ويقوم الليل والشباب بعنفوان شبابهم كأنهم صرعى حوله من التعب والإرهاق ، لقد كان يتعبد ويقوم الليل وليست صلاة الشفع فقط كما توقعنا ، وعندما فرغ من صلاته ونحن نراقبه بحب وشغف اقتربت منه وقبلت جبينه وطلبت منه أن يدعو لي فدعا لي بالتوفيق فكانت أعظم وأجمل الليالي في حياتي
ثم عاد للنوم بكل يسر وهدوء بجانب ابنه دون أن يشعر أحد بحركته إطلاقاً ، كانت ليلة لاتنسى شعرت فيها بروحانية عظيمة وكأنني قد حلقت عالياً في ملكوت الله.

أتعلمون لماذا؟

    إنه فضل الصلاة وعظمتها وجلالة قدرها قال الله تعالى في محكم تنزيله: (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) ، وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن في الجنة شجرة تخرج من أصلها خيل بُلْقٌ لاتروث ولاتبول ،مُسْرجَةٌ مُلْجمةٌ لجمها الذهب وسروجها الدر والياقوت ،فيستوي عليها أهل عليين فيمرون على من أسفل منهم فيقول أهل الجنة : أي رب ، بما بَلَغْتَ بعبادك هذه الكرامة؟ فيقال لهم: كانوا يصومون النهار وكنتم تأكلون ، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون ، وكانوا يتصدقون وكنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون وكنتم تجبنون).

فالله الله ياعباد الله في الصلاة؛؛

     فهي سبيل نجاتكم بعد التمسك بعترة نبيكم وهي طريقكم للشفاعة والجنان ، فعن أبي عبدالله سيدنا جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يارسول ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال له : أعني بكثرة السجود).

      أيها الأخوة المؤمنون والمؤمنات أوصيكم وأوصي نفسي قبلكم بالحفاظ على الصلوات والإجتهاد في العبادات والطاعات والإكثار من السجود وهلموا للتعلق بسفينة النجاة وطاعة الله ورسوله واتباع أهل البيت والإبتعاد عن نواهيه وخاصة من أهمل الصلاة وأضاعها وأضاع عمره في اتباع الشهوات الفكرية والأديان البشرية الممسوخة والتخبط في حنادس الظلمات الغربية ، وطريق الحق واضح المعالم وكتاب الله وهدي نبيه وتعاليم العترة الطاهرة بين أيدينا ، ولسنا بحاجة لأفكار دخيلة علينا لأن الإسلام هو مصدر الإنسانية وأعظم قيم التسامح والسمو الأخلاقي والإنساني. 

         وكذلك نعتب على من يدعي العلم والتفقه كيف ترك الساحة خالية لهذه التيارات الخطيرة وهذه الحروب الفكرية الخطيرة والأفكار الهدامة التي غزت عقول الشباب حتى يخرج جيل تائه في المهامه والقفار الفكرية الإلحادية حتى أصبحت دعائم الإسلام التي تقوم عليها ولاية المرء ودينه في نظرهم  مجرد تراث يحتاج إلى تنقيح وتطوير.

والعياذ بالله؛؛

      وأصبح الكل يهرف بما لايعرف، أين هم من سيرة دعاتنا العظماء وعلمائنا الأجلاء كسيدنا أبي يعقوب السجستاني وأبي حاتم الرازي الذي قارع كبار الفلاسفة من منكري النبوات والرسالات وصنف المصنفات العظيمة والعالم المبرز والمحيط العذب الذي مازلنا ننهل منه سيدنا القاضي النعمان وكذلك داعي الدعاة سيدنا حميد الدين الكرماني الذي واجه خطر التيارات الإلحادية وأوقف زحفها وتحطمت أفكارها أمام صخرة مؤلفاته ورسائله ومصنفاته الجليلة ، ولاننسى العلامة العلم والبحر الزاخر الداعي العظيم سيدنا علي بن الوليد الأنف الذي صنف في شتى صنوف العلم وبز أقرانه وصنف الأعاجيب ، وغيرهم كثير ممن لو أحصينا نصفهم أو ربعهم لخرجنا بمجلد وليس مجرد مقالة أو بحث.

فالوحا الوحا؛؛
والعَجَل العَجَل؛؛

      وحان وقت النهوض بأعباء الدعوة ومواجهة هذا الطوفان الجارف الذي عصف وسيعصف بالجميع ، وحان وقت التكاتف والإتحاد والابتعاد عن التشرذم ومايكدر صفو الدعوة والتسامي على الجراح ، ونشر تعاليم الإسلام الحقيقي والتمسك بكتاب الله وتعاليم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام ، والتثقف والمداومة على مطالعة السيرة النبوية العطرة وسيرة أهل بيته الطيبين الطاهرين والإقتداء بهديهم وسنتهم المطهرة ، واتباع أوامرهم واجتناب نواهيهم.

قال الله في محكم تنزيله: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

    فإن تمسكتم بسفينة النجاة عبرت بكم إلى جنة عرضها السموات والأرض وسلكت بكم صراطا مستقيما بين تشدد الوهابية وبين تفسخ الغرب والملاحدة وهجمات اليهود والنصارى ، وإلا فإنه سيجرفكم طوفان الضلالة حتى وإن أويتم إلى جبل من العقائد والأفكار المضلة فمصيركم سيكون كمصير ابن سيدنا نوح عليه السلام الذي أوى إلى جبل لم يعصمه من طوفان جرفه إلى سوء المصير. 

والصلاة الصلاة الصلاة؛
أوصيكم للمرة الألف بالصلاة عمود الدين ومفتاح الخير واليقين؛
جعلنا الله وإياكم من الموالين المصلين الصائمين المجاهدين؛
هذا والله من وراءالقصد وهو ولي التوفيق؛
وأستغفر الله لي ولكم؛
ولاحول ولاقوة إلا بالله؛
اللهم صلّ على المصطفى المختار؛
ووصيه أمير المؤمنين الحيدرة الكرار؛
وعلى بضعته الزهراء مشكاة الأنوار؛
وعلى السبطين الطاهرين الأبرار؛
وعلى الأئمة في عصر الذرية الأبرار؛
وبارك وسلم أبدا سرمدا مادامت الأكوار والأدوار؛
حشرنا الله وكل موالٍ مخلص بار في زمرتهم في دار القرار؛

خادم العترة المطهرة

حمدان آل مخلص

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العباقرة وعظمة العقل

الإمام الوصي بالبرهان الجليّ

أعظم سفير في التاريخ