رد الشبهات بالبراهين البينات
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم والخصم مستعد لوجود مداخل الطعن ، وموارد الشغب ، فمتى وجد للطعن مدخلاً أو للشغب موردا بادر إليه وأطنب القول فيه وترك السمين من الكلام واشتغل بالغث ، فلا يزال يورد الشبه ، ويرى التناقض ، على أن الله تعالى ذكره قد صان الحق عن خوض الخائضين وطعن الطاعنين وضمن أن يحفظ أهله عن زيغ الشياطين فلا تكاد تجد طاغيا على الحق إلا وكان سببه قصوره عن معرفة الحق إلى أقصاه التي تورث الثبات والهداية. وأكثر من رأيتهم من الطاعنين والزاعمين أنهم ينقضون هذا المذهب فإنما هم قوم لم يعرفوا هذا المذهب ولا وقفوا على أبنية أصله فكان أكثر ما نقضوا نقضاً عليهم ونسخا لمذهبهم من حيث لا يشعرون.)
كانت هذه الفقرة أعلاه من مقدمة كتاب الافتخار لسيدنا الداعي الأجل أبو يعقوب السجستاني قدس الله روحه الشريفة وقد أوردت هذه الفقرة التي تناسب هذه المقالة البحثية وفيها رد شافٍ على الطاعنين والجهلة من أتباع الفرقة الوهابية الضالة الذين يسيرون على خطى أسيادهم من بني أمية وبني العباس وكل ضد للإسلام وللشريعة النبوية السمحاء ويتجلى بوضوح كيف كان الجدل في ذلك الزمان قد وصل الذروة في العالم الإسلامي بحيث انبرى كبار العلماء من الدعوة المباركة وأعظم العقول للرد على الافتراءات الكاذبة والأراجيف والأقوال المتهافتة لأتباع السلطة وأصحاب الميول المذهبية المتطرفة والمتعطشة لتكفير كل طيف يختلف عنهم أو تيار أو مدرسة لأنهم يعملون كبيادق سلطوية تحركهم أني شاءت وتوجهم حسب أهوائها وتوجهاتها الفكرية والمذهبية ومنذ أن نشأ الإمام علي عليه السلام وأخبره نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم بأنه وصيه وأنه منه بمنزلة هارون من موسى عليهم السلام والقوم هم القوم لم يهدأ لهم بال ولم تسكن نفوسهم لحظة واحدة حسدا وفرقا وبغضا لسيد الأوصياء وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام أجمعين فسيف الحيدرة الكرار يقطر من دماء قريش الذي جندل به رؤوس الكفر والأحزاب وخصوصا بني أمية الذين أسلم كبارهم نفاقا وخوفا من القصاص وليس عن إيمان وحب وإخلاص فأخذوا يكيدون للنبي وللإسلام وكثرت أراجيف المنافقين والأعراب حتى وصل بهم الكفر أن يحاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حادثة العقبة وفشل المخطط واستمر المنافقون حثيثا يسابقون الريح لكي يقطعوا الطريق على الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام لأنهم يعلمون أنه إذا استلم الخلافة والحكم فإنه سيسير بهم على المحجة البيضاء وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا مالا يريده القوم المنافقون بالطبع فهم يريدون الأموال والجواري والأنعام والذهب والفضة والأملاك والتميز وليس المساواة والعدل فكانت المأساة وتحققت رغبتهم في الانقلاب الذي تم في السقيفة حيث ذهبت قريش والأنصار يتجادولون وكادوا يحتربون على كعكة الحكم فيما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مازال مسجى لم يدفن بعد وكان الوصى والإمام الشرعي بنص الله ورسوله مشغولا بتغسيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعاونه في ذلك جبريل عليه السلام. فاستغل القوم الفرصة وعجلوا في الاتفاق قبل أن يفرغ سيد الأوصياء وبني هاشم من دفن نبی الرحمة والعالمين كافة ومنذ ذلك الحين عم الظلام وانتشرت البدع في الأمة
وبدأت معها حقبة الظلم والتيه والتشرذم . فقامت حروب الردة التي قتل فيها المؤمنون والمسلمون وعُذبوا وحرقت مدنهم ظلما وعدوانا وبتهم باطلة بأنهم ارتدوا مع من ارتد وتابعوا سجاح والأسود العنسي ومسيلمة. وقام خالد بن الوليد بأكبر عملية إبادة إجرامية خسيسة ضد كل من رفض الإنقلاب البائس وكل من رفض إعطاء الزكاة لغير الوصي والإمام الشرعي سيدنا علي بن أبي طالب عليهما السلام ولفقوا لهم تهم الردة والكفر وقتلوا كبار الصحابة النجباء وليس أدل على ذلك من قتل مالك بن نويرة من قبل المجرم الفاجر خالد بن الوليد الذي خدعه وأمنه ثم غدر به وقطع رأسه وجعله ثالثة الأثافي وأمر بوضع القدر عليه وأضرم فيها النار ثم دخل على الأرملة المستضعفة المفجوعة بزوجها واغتصبها وقام بفعلة شنيعة خسيسة لا يفعلها من فيه ذرة مروءة وشرف وشهامة .
وتوالت الأحداث بعد ذلك حتى تولى معاوية بعدما تسبب في مقتل ما يقرب من سبعين ألفا من المسلمين في صفين وأخذ يتتبع أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم تقتيلا وتقطيعا وتحريقا. ولكم في الكافر الزنديق بسر بن أبي أرطأة الذي أرسله فرعونه معاوية فأخذ يمر على المدن الإسلامية ويقتل ويخرب ويحرق ويغتصب ويدمر ويحز الأعناق بالسكاكين حتى وصل به الأمر أن حز أعناق طفلي عبيد الله بن العباس والي الإمام على عليه السلام على اليمن أمام أمهما التي طاش عقلها وأصيبت بالجنون بعدما رأت هذا المشهد الذي تهتز له الجبال وتئن من رؤيته الصم الصياخيد ؟! ولذلك لا تستغربوا ما ترونه من داعش الآن والفرق أنه لم يكن في ذلك الزمن مواقع للتواصل الإجتماعي ولافضائيات ولا وسائل إعلام حديثة ، تفضح وتصور ماكان يحدث في ذلك الزمن وإلا كانت ستصبح دولة داعش بمثابة سويسرا مقارنة بتلك الدول وحكامها. ولو أردت سرد ما تختزنه الذاكرة مما فعلته الدولتين الأموية والعباسية فيما بعد لطال بنا المقام وصدنا عن بحثنا الأساسي .
وهاهم المسلمون يعيشون مجددا هذا المخاض الكارثي وأصبحت بلاد الشام والعراق واليمن وليبيا محارق للبشر وجحيما لا يطاق بسبب هذا الفكر المتطرف الذي أحيته من جديد الكائنات الوهابية المتطرفة التي أصبحت معول هدم بيد دول الاستكبار والغرب والكيان الصهيوني وأشعلت بلدان المسلمين بالقتل والإحراق والتدمير وطبقت المخطط الصهيوني بحذافيره حتى أصبحت الجيوش العربية على وشك الانهيار الذي سيمهد للحلم الصهيوني في قيام الدولة العبرية الكبرى. ومع ذلك تجد أن الوهابية الإرهابية الصهيونية تحارب المسلمين على جبهة أخرى وتحاول النيل من المذاهب المخالفة بالكذب والأباطيل والتدليس والأقوال الساقطة وتبديع المخالفين لمنهجهم المنحرف وتكفير كل من لا يؤمن بتعاليم كبيرهم الذي علمهم سحر الإرهاب والتكفير شيخ الضلال ابن تيمية الذي بعث فكره من جديد العميل البريطاني ابن عبد الوهاب. ولعل أكثر ما يشغل هذه الكائنات هو قضايا التوسل والأضرحة والقبور وما يسمونه بالشركيات وتركوا قضايا الأمة الكبرى وما تواجهه من أخطار محدقة بها والأعداء الذين يتربصون بها الدوائر حتى أدخلوا الأمة في الهرج والمرج ورجع المسلمون كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض كما أخبرهم وحذرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . ومن الشبه السخيفة التي يلقيها الوهابية على دعوة الحق هو ما ورد من أسماء في دعاء النصر والمهابة للإمام على عليه السلام في صحيفة الصلاة وهي المقري والمغويشم وشمشم و بيشاً وهيشاً وبريشاً وما ورد بعدها من كلمات من صميم اللغة العربية مثل كبا وينجلي ويقولون أن هذه أسماء جن تستعينون بها وهذه شركيات ودليل على أنكم تستحقون التكفير وربما سيصل الأمر عندهم إلى تعبئة أجسادهم بالمفخخات وتفجيرنا من أجل بضعة كلمات لم تستوعبها عقولهم الصدئة المهترئة وقبل أن نرد على هذا الغباء والفهم السقيم علينا أولا أن نحرر موضع الخلاف هنا وهو التوسل هل هو جائز أم لا كما تزعم هذه الكائنات؟ وهل يستطيعون مواجهة مصادرهم التي تزخر بالعجائب ؟ والحقيقة أن التوسل جائز بدليل القرآن والسنة النبوية الشريفة وكذلك الشواهد والقرائن الكثيرة التي وردت في كبار مصادر القوم قال الله تعالى: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما" فهذا دليل وواضح وبرهان ناصع أن التوسل برسول الله في الغفران يؤدي لتوبة الله على عباده. فإن قال قائل أن المعني بالآية هم الذين عاصروا النبي في زمنه. نقول له قد فاتك أيها الجويهل . أن فعل جاءوك قد جاء في سياق الشرط وقد اتفق الأصوليون أن كل فعل يأتي في سياق الشرط هو للعموم أي أن الكل له الحق أن يتوسل بسيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة قال الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة" - المائدة ومهما حاولت أن تفسرها بأي تفسير فأنت ملزم بأن تقر بأنك يجب أن تتخذ إلى الله الوسيلة . ولا يوجد وسيلة أوثق ولا أطهر ولا أشرف من رسول الله وأهل بيته صلوات ربي وسلامه عليهم بدليل قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" يعضد ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إنى أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز و جل وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما ." فهل ستكتفى الوهابية بالقرآن والسنة والأدلة الواضحة قطعا لا. فقرآنهم وكتابهم المقدس هو تراثهم ومصادرهم ومصنفات سلفهم الذي يقدسونه وأصنامهم الفكرية التي يحومون حولها ولا يقولون إلا بقولها . وسنبدأ مع كتابهم الأعظم وهو صحيح البخاري وذكره لحادثة توسل عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المناقب ذكر العباس رضي الله عنه حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني : أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس : أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال : فيُسقون". ونحن نتساءل بدورنا. لماذا يتوسل عمر بالعباس عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يطلب الله مباشرة !؟ أليس ذلك شبهة شركية كما تزعمون ؟ فإن قال قائل أنه توسل بالعباس حيا ، قلنا أيها الحمقى عمر يتوسل بجاه الرسول بنص حديثه بأنه يتقرب بالعباس لأنه عم الرسول فالخاصية التي اكتسبها العباس هى بسبب قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبالتالي فهو في الحقيقة يتقرب بجاه النبي ثانيا أليس عمر هو كما تزعمون الفاروق الملهم الذي كان القرآن ينزل موافقا له وأستغفر الله العظيم من هذه الأقوال الكفرية فلماذا يضطر أن يطلب إزالة القحط والغمة بواسطة العباس ولم يدعو الله بنفسه؟
الملاحظ أيضا والغريب أن عمر يعلم أن أهل الكساء هم الأقرب والأكثر قدسية وطهارة وأعظم جاها من أي أحد آخر فهل هذا التصرف محاولة منه لتقديم المفضول على الفاضل عداوة وحسدا ؟ فإن قال أحدهم أن التوسل جائز بالأحياء وليس الأموات رددنا عليهم بقوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حي يرزق فى مقام محمود عند مليك مقتدر .
ولكن الوهابية لا يعترفون بالكتاب ولا بالسنة إلا ما وافق أهواءهم المنحرفة وعقولهم المتكلسة فدعونا نورد لهم ما ورد في تراثهم وأمهات كتبهم. ومع هذه الحادثة التي وردت في مصادرهم التي يخفيها كبارهم على جهلتهم ورعاعهم حيث تقول الرواية التي صححها الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء ٢ ص ۲۷۹ والطبراني في المعجم الصغير الجزء ۱ ص ۳۰۷ " أن رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان زمن خلافته في حاجة، فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فشكى ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له أتت الميضأة فتوضأ، ثم أت المسجد فصل ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي لتقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل، فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان فجاءه البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه، وقال أذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها ."
فتأمل أيها القارئ الكريم كيف أن عثمان بن عفان كان لا يلتفت للرجل ولا يقضي حاجته وعندما شكى الرجل الوضع إلى عثمان بن حنيف نصحه بأن يتوضأ ويصلي ركعتين وعلمه كيفية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أنهم في عهد عثمان والنبي قد انتقل وعندما صلى الركعتين ودعا بالدعاء دخل على عثمان فقضى حاجته بفضل هذا التوسل . الملفت أن من ضمن الدعاء مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بقوله (يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي لتقضى حاجتي. وهذا ما يعتبره الوهابية شركا فأين المفر من هذه الورطة أيها التكفيريون؟ ونزيدكم من الشعر معلقة لا بيتا. حادثة الضرير الذي شفاه الله بنفس الدعاء وهي الحادثة التي رواها عثمان بن حنيف أيضا وتعلم منها هذا الدعاء الذي علمه للرجل السابق ذكره في الرواية السابقة. حيث ذكر أحمد بن حنبل في مسنده الجزء الرابع صفحة ۱۳۸ الحديث التالي "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت لك وان شئت أخرت ذاك فهو خير فقال ادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم أني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في فبرأ" أي أن الضرير شفاه ببركة الدعاء الذي فيه كلمة يا محمد التي أشرنا إليها سابقا كذلك هذا الحديث الذي صححه السيوطي في الخصائص والهيثمي في مجمع الزوائد حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم وتعرض علي أعمالكم فما وجدت خيرا حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم" وهذا دليل من كتب القوم أن الرسول يستغفر ويشفع للناس في حياته وغيابه . فماذا سيصنع الوهابية بهذه الروايات الصحيحة في أصح أسانيدهم هل سيعتبرون سلفهم مشركين ضالين كما يرمون تهمهم على خصومهم كذلك ما ورد في كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل برواية ابنه عبدالله حيث قال سألته عن الرجل يمس قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم و يتبرك بمسه ويقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل. فقال : لا بأس بذلك وابن حنبل وهو مؤسس هذا المذهب يعتبر هنا في عرف الوهابية قبوريا مشركا إلا أن تتدخل واسطة ما وتستثني رئيسهم من هذا التكفير والتبديع ولكن الصدمة هي الرواية التي أوردها الخطيب البغدادي في تاريخه الجزء ١ وهذا نصها "أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا على الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول "قبرمعروف الترياق المجرب " عجيب !! إبراهيم الحربي يصف قبر معروف بأنه ترياق مجرب !! أليس هذا الشرك الذي ترفعون عقيرتكم به يا فرقة التناقض والتهافت ؟ فإن حاولتم التشكيك في هذه الرواية سنقول لكم دون ذلك خرط القتاد ! لأن الذهبي قد أورد هذه الرواية ومقولة إبراهيم الحربي في سير أعلام النبلاء الجزء التاسع ص ٣٤٣ - ٣٤٤ حيث قال: " وعن إبراهيم الحربي قال قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السَحَر مرجو ودبر المكتوبات وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق اللهم إني مضطر إلى العفو فاعف عني". وهنا يؤكد الذهبي كلام الحربي ويعتبر أن قبر معروف من البقاع المباركة التي يستجاب عندها الدعاء وكما هو معروف فالذهبي يُعتبر عمدة في الجرح والتعديل وعالما في التفريع والتأصيل ومن كبار العلماء عند القوم .
فأين تفرون من كل هذا؟
وهل ستعتبرون كل هؤلاء السلف مشركون مبتدعون من عبدة القبور كما تتهمون غيركم؟ أم ستختلقون المبررات الواهية للخروج من هذه الورطة والمعضلة التي لاحل لها ؟ ولات حين مناص .
والمحصلة أن التوسل في كتب ليس جائزا فحسب بل من المستحبات ويحقق المعجزات والشفاء بل حتى قبورهم بقع مباركة يترتب على ذلك تكفيرهم وفق أدبيات الوهابية .
والآن نعود لنقطة البحث الأخرى وهي الأسماء التي وردت في دعاء النصر والمهابة في صحيفة الصلاة وهى المُقْرئ والمغويشم وشَمْشَمَ وبَيْشاً وهَيْشاً وبريشاً والكلمات العربية كبا وينجلى التي كررت ثلاث مرات وهي الأسماء التي يلقي حولها الوهابية أراجيفهم وتشغيباتهم السخيفة بسبب جهلهم واتباعهم لحزب الشيطان الذي أغواهم فضلوا وأضلوا ويتقولون من تلقاء أنفسهم أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان بأنكم تستعينون بالجن فإن طالبته بالدليل على كذبته الشنعاء راغ منك كما تروغ أعينهم عن شهر رمضان فيفطرون في أوله ويقضمون آخر فقائدهم أعور وقدوتهم دجال أعاذنا الله مما ابتلاهم به، وأما هذه الأسماء فهم بكل وضوح ملائكة مكرمون في عالم القدس ودعونا أولا نحتكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن نشرع في توضيح النص الذي وردت الأسماء في سياقه
فنقول للوهابية الحشوية إذا أنكروا أن هذه أسماء ملائكة كذبتم والله. كيف عرفتم أنهم ليسوا ملائكة؟ وأنتم لا تعرفون إلا جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ورضوان خازن الجنة. ونحن وأنتم نعلم أن عدد الملائكة لا يحصيه إلا فاطر السموات والأرض جل في علاه ولا أحد يدعي من الأولين والآخرين أنه يحصيهم ويعرف أسماءهم جميعا ، فهل أحصيتم كل الملائكة وأسمائهم وأسماء الجن في كشوفات لديكم حتى تعرفوا إذا كانت أسماء ملائكة أم لا ؟ قاتل الله الغباء والجهل. ثانياً: يعضد قولنا هذا الدليل من كتاب الله قال الله في سورة الأنفال: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين" فلو سألت أحدهم هل تعرف عشرة فقط أو حتى سبعة أو أقل من هؤلاء الملائكة؟ لأجاب قطعا بالنفي !
وأيضا في سورة آل عمران قال الله عز وجل: " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين". فأخبرونا عن أسماء هذه الآلاف من الملائكة ناهيك عن مالا يحصى ولا يعد ولا يتصور. أما كيف عرفنا أنهم ملائكة؟ فهذا لا يعود لعلمنا ولا إدراكنا وإنما علمناه لأننا تمسكنا بالعروة الوثقى وحبل الله الممدود الذين أمرنا الله باتباعهم ومودتهم وولايتهم وهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وباب العلم وأهل البيت الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال الله : " وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا". وقال عز وجل: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الإمام على هو وصيه وباب مدينة العلم الفاضلة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسند صحيح رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، حدثنا أبو الصلت عبد الحاكم هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون السلام بن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب". كذلك رواه الترمذي في صحيحه وقال عنه وقد حاول تضعيفه شيخ النفاق والتكفير والفجور ابن تيمية ولا اعتبار لرأي هذا الناصبي المنافق لأن الحاكم هو العمدة في علم الرجال والحديث وأعمق وأكثر دراية بالأحاديث والأسانيد وتخريجاتها أما نحن فقد نهلنا من هذا الباب العظيم والتزمنا بما ورد عنه عليه صلوات ربي وسلامه هذا الطود العظيم من العلم والحكمة والإيمان الذي قال سلوني قبل أن تفقدوني لأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض فالله يؤتي فضله من يشاء ويكشف لرسله ما يشاء من الحكمة وأسماء خلقه الذين يعلمونه بدورهم لأوصيائهم عليهم الصلاة والسلام ويحجبها عمن يشاء
الدليل قوله تعالى في سورة البقرة: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ."
فلا غرابة أن يكون باب مدينة العلم يملك العلوم والأسماء العظيمة وهو باب خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله في محكم تنزيله: "يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكرإلا أولوا الألباب ."
فهذه أسماء ملائكة كرام يتوسل بحقهم المسلم إلى الله لمكانتهم وعظمتهم وقدرهم والدليل السياق الذي وقعت فيه الأسماء وهذا نصه :
يا من هو على كل شيء قدير يا من له التدبير والمقادير وأسألك أن تفتح لي كل باب من أبواب الخير وأن تنصرني على أعدائي بنصرك وتمدني بجندك وتجعل لي سلطانا من سلطانك وعزا من عزك وبهاءً من بهائك ونعماء من نعمائك وجلالا من جلالك ونورا من نورك وهيبة من هيبتك وعظمة من عظمتك وعطية من عطيتك ( بحق) المقري والمغويشم وشمشم وبيشا وهيشا وبريشا كبا كبا كبا ينجلى ينجلي ينجلى بنور الله فما لأحد علينا من قوة ولا ناصر وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ." فهذا دليل قاطع على كذب الوهابية وتدليساتهم وبترهم للنصوص وانعدام الأمانة العلمية في النقل والاحتجاج. نحن نسأل الله بحقهم وليس كما يزعمون. ثم إن هذا الدعاء هو للإمام على عليه السلام وله فضل عظيم وقدر جسيم وكان لا يفارق حمائل سيفه أو قلنسوته كما وردنا عن أهل البيت عليهم السلام ودعاتهم الفخام قدس الله أرواحهم وقد انتزعه أمير المؤمنين من كتاب الله ومن علمه الذي استقاه من سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم الذي جعله باب المدينة الفاضلة، قال الإمام على عليه السلام: "علمني رسول صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب من العلم كل باب يفتح ألف باب". فتخيل معي أيها القارئ الكريم الموالي ما يحمله أمير المؤمنين من علوم مقدسة لا تخطر على بال أحد ولذلك كان يكرر دائما سلوني قبل أن تفقدوني ، وياله من فقد ويالها رزية !
أما كلمة ينجلي وكبا فلست أعلم هل هذه الحمر المستنفرة تفقه العربية وتنطقها أم أنهم أعاجم لا يعرفون إلا الأوردو والصينية التي يتسابقون على أهلها ليهدوهم للديانة الوهابية فى ثوان معدودة كما فعل السفيه العريفي الذي يطارد العمال المساكين ويصور نفسه معهم . ولكن لابأس من إعطائهم درسا مبسطا في اللغة لعلهم يتفكرون
ولكن لابأس من إعطائهم درسا مبسطا في اللغة لعلهم يتفكرون كلمة كبا كبا يكبو ، كبواً
مثال : كبا فلان على وجهه أو كبا الحصان وكبوة حصان
ينجلي ؛ انجلي ، ينجلي ، جلا مثال :
متى ينجلي هذا الظلام بصباح مشرق
يقول امرئ القيس :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل :: بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
وبإمكانكم الرجوع لأي قاموس يعجبكم على شرط ألا تعتمدوا إلا القواميس العربية لأنكم لن تجدوا معانيها في قواميسكم العبرية التلمودية وبما أننا قد أثبتنا مشروعية التوسل من كتب القوم بل وصل الأمر بالتوسل بالقبور وأهلها. فهلا خرستم يا أعداء الأمة والملة وتفرغتم لعقيدتكم الباطلة المضحكة والبدع المردية المهلكة التي استقيتموها من تراث الكاهن الأكبر ابن تيمية الذي لم يسلم منه دين ولاحجر ولامدر ولا بشر .
ولابد من الإشارة هنا إلى نكتة طريفة مادام الحديث عن الملائكة. ففي عقيدة القوم أن الثمانية الذين يحملون العرش هم ثمانية أوعال ( تيوس الجبل) أستغفر الله العظيم .
وقد صحح ابن تيمية وابن القيم حديث الأوعال والقوم يؤمنون بهذا الحديث على ظاهره كما هو وأن العرش محمول والعياذ بالله على ظهور هذه الأوعال وهم يخفون هذه العقائد المضحكة قدر المستطاع على الدهماء والرعاع من عامتهم . تعالى الله عما يقولون علوا كبير فأي دين هذا وأي عقيدة تلمودية يدعون الناس لها ؟
وأنا أتوجه باقتراح إلى مقدسي التيوس وهو كالآتي :
أن يذهب أحدهم إلى قبر معروف الكرخي ثم يفخخ جسده في الأماكن المعروفة في أجسادهم المكتنزة بالدهون الثلاثية بكمية من المتفجرات ويفجر القبر ويذهب آخر إلى قبر الذهبي (القبوري) بمتفجرات من نوع تي ان تي وينتقم من هذا المشرك) عندهم الذي وصف قبر معروف بالبقعة المباركة ولم يكتف بذلك بل أورد حكاية استسقاء أهل سمرقند بقبر البخاري ولم ينكر ذلك في ترجمته له في سير أعلام النبلاء وإلا فعليهم أن يدسوا رؤوسهم في رمال الخيبة ويتركوا المسلمين في حالهم حتى لا يقعوا في وحل الإحراج والخزي والتناقض كما هو حالهم دائما
وفي الختام، نسأل الله العلي القدير أن يزيل عن هذه الأمة الغمة وأن يجمع شمل المسلمين ويكبت أعداء الدين القويم ويورد كل عدو الذل والهوان ومن يكيد لنا حتى (يكبو) على وجهه صاغرا ويمنحنا القوة والتأييد والنور الذي به ( ينجلي ) كل هم وغم وحزن وبأس ويحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار إنك ولي ذلك والقادر عليه
اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك ورسلك أني أتولى رسول الله ووصيه وأهل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام وأتقرب إليك بولايتهم وأبرأ من أعدائهم الملاعين إلى يوم الدين
اللهم صل على المصطفى المختار وعلى وصيه الحيدرة الكرار وعلى الزهراء مشكاة الأنوار والحسن والحسين السبطين الأطهار والذرية المباركة الطاهرة الأبرار وبارك وسلم واحشرنا معهم في دار القرار .
خادم العترة المطهرة عليهم السلام
حمدان بن هادي بن حلفه آل مخلص
تعليقات
إرسال تعليق